Sagot :
Réponse:
بعد تخرجي في كلية الطب وإنهاء مسيرتي الدراسية الجامعية فكرت في إنجاز مشروع على أساس تخصصي العلمي في صيغة إنشاء مختبر علمي للتحليلات الطبية وذلك تحقيقا للحلم الذي راودني منذ الصّغر، ثم لتقديم خدمة جليلة للمجتمع وكذلك قصد إستغلال القدرة العلمية والمهارية في هذا الميدان ،و ذلك نتيجة اهتمامي وولعي المطلق ،و الدورات التكوينية والتأطيرية التي خضعت لها في عدد من المختبرات العلمية أثناء الدراسة.
في بادئ الأمر اتصلت ببعض المختصين قصد إغناء هذه الفكرة والإحاطة بما تتطلبه من إعداد تقني وإداري ومادي … ؛ فطلبت استشارة تقنية وإدارية وطبية من بعض المعنيين بالأمر من أصدقائي خريجي الكلية المتقدمين وأساتذتي الممارسين وبعض الموظفين والمهتمين بهذا الإطار، بعد ذلك قررت اختيار مكان (مكان إنجاز المشروع) ذو موقع استراتيجي بحيث يكون قريبا من عيادة طبية ومستشفى والمؤسسات الطبية… ؛ وذلك لتسهيل الأمر على المرضى، وجلب أكبر ما يمكن جلبه من الطلبات والزبناء .. واستطرادهم عن الذهاب إلى مختبرات أبعد ؛ نظرا للعامل الزمني وتكلفة الخدمات المتوفرة، وعلى هذا الأساس ارتأيت أن أقوم بتجهيز المختبر بمعدات طبية ذات جودة عالية، وأدوات تكنولوجية متطورة، وحديثة . قصد تقديم خدمات أوسع وكذلك الحصول على نتائج دقيقة.
وبعد الخوض في المشاورات بشأن تقييم الموارد المادية والسقف المــالي لإنجاز المشروع تبين أنه يلزمني أن أتجه إلى عقد شراكة مع أحد الزملاء الذين لَهُم توجه قريب من فكرة المشروع، فعمدت إلى إبرام عقد شراكة مع صديقين بحيث يُمَوِّلُ أحدهما نصف المشروع والطرف الثاني رُبُعَه، فيما أُسْهِم أنا كذلك بالرُبع، على أساس أن نتقاسم التدبير المحكم بالخبرة المتوفرة لدينا. بعد ذلك تمت المراحل التي خططت لها مسبقا ؛ بفضل التعاون الذي حققته مع زمِيلَيْ الدراسة.
وموازاة مع إنجاز المشروع وتحققه على أرض الواقع، بادرنا إلى دراسة الموارد البشرية، وبالأساس تقسيم الوظائف اللازم توفيرها لسير العمل المختبري؛ فاتفقنا على أن نوفر طاقما مكونا من أطباء وتقنيين وممرضين أكفاء (يُشهد لهم بذلك)، سيخضعون على السواء لتكوينات دورية تؤهلهم للقيـام بعملهم وأداء واجبهم على أكمل وجه .
ومن النــاحية اللوجيستيكية عملت على اتخاذ بعض الإحتياطات لتفادي بعض المشاكل التي يمكن أن تعرقل السير العــادي للمختبر، كمده بمولد كهربائي احتياطي لتفادي حالة انقطاع التيار، ثم إخضاع الأجهزة الإليكترونية للصيانة الدورية حتى لا تصاب بالتلف أو العطب، وكذلك الحرص على تعقيم بعض المعدات الطّبية تفاديا للعدوى أو إلحاق الأذى العرضي بالمرتفقين، وتخصيص قسم للتأكد من نتائج التحليلات الطبية قبل تسليمها، يتكون من أخصائيين معتمدين، حتى لا نعطي نتائج خاطئة أو مشكوكة يمكن أن تُسيئ للمريض أو المختَبَرِ.
وبعد ملاحظة السير السليم للعمل وتقديم الخدمات، وكذا الإقبال المتزايد للزبناء، ووَفْرَة المداخيل، والدينامية العملية، والسمعة التي باتت سمة المختبر ؛ قررت إحداث لجنة لتقييم عمل المختبر من الجوانب المختلفة كل تسعة أشهر وانجاز تقرير مفصل عن وضع المختبر، والتقويمات التي يحتاج إليها المشروع بعد التقييم الشامل.