Sagot :

Explications:

خلق الله السماوات والأرض وما فيهنّ فأبدع، وخلق الإنسان ليسعى في مناكب هذه الأرض بما تحتويه من مظاهر جمال تتمثل بالجبال الشاهقة والأنهار العذبة والبحار الواسعة، وما تزدان به من نباتات خضراء بثمارها اليانعة، فها هي الطبيعة من حولنا يأكل من ثمار شجرها الجائع، ويشرب من ماء أنهارها العطشان، ويتمتع في سحرها الناظر، ولا يقتصر دور الطبيعة على ما تمتعنا به من مناظر خلّابة بل بما تقدمه لنا من ثروات أخرى تعيننا في الحياة، فها هي النباتات تطعمنا من ثمرها وتظلنا في ظلالها وتنقي لنا الأجواء، وها هي البحار والأنهار تقدّم لنا من الثروات البحرية ما لا يعد ولا يحصى، وغير ذلك الكثير من النعم.

والباحث عن جمال الطبيعة بحق يستطيع أن يجده في القرى والأرياف بشكل أكبر منه في المدن، فهناك ترى الجداول المُنسابة بين المروج وتسمع خرير مائها اللامع كالفضة، فيما تتزين الطرق بالأشجار الخضراء المتباينة في أشكالها وأنواعها، وتتراقص العصافير والحمائم بين الأزهار لتغرّد أجمل الألحان، وفي الريف أيضاً ترى صفاء السماء وشدّة زرقتها التي لا تحجبها الغازات والملوِّثات، إلّا أنه وعلى الرغم من هذا الجمال نرى الإنسان في بقيّة الأماكن يؤذي الطبيعة بما يلقيه في مياهها وعلى أرضها من نفايات، وما يطلقه في جوّها من غازات ضارة، وبما يقطعه من أشجار ونباتات، فتغدو أقل جمالاً وفائدة.في مظاهر الطبيعة الجميلة للإنسان راحة من كل ضيق، فهي نعمة الله التي يجب عليه حمايتها من كل ما يضرها من ملوثات، والمحافظة على نظافتها، والحرص على الحفاظ على ثرواتها النباتية والحيوانيّة لما لها من ضرورة في حياة الإنسان، فبقاء الطبيعة وخلوّها من الملوثات يعني حياة صحيّة خالية من المنغّصات.