علي إتمام هذا النص السردي أرجوكم ساعدوني : و لذهاب نمر إلى باريس قصة. فلم يكن أبو نمر الفلاح البسيط قادرا على إرسال ابنه إلى أوربا للدرس، ففي القرية كلها لم يسافر سوى خالد، فهو وحيد والديه وأبوه رجل ميسور الحال. أما نمر فلم يفكر يوما بذلك. فهو لم يصب من العلم كثيرا، فقد اكتفي بالشهادة التكميلية، وأخذ يبحث بعدها عن وظيفة في المدينة. قرأ مرة في الجريدة أن «مصلحة الإنعاش الاجتماعي» بحاجة إلى محررين. تقدمم بطلب، بعدها عين محررا في «مصلحة الانتعاش الاجتماعي» ولهذه العبارة وقع خاص في أذن أبي نمر. وتشاء الصدفة أن تعلن المصلحة عن عزمها إرسال بعض المحررين إلى باريس، ويشاء الحظ أن يكون نمر من ضمن المحررين المرسلین.
وذهب نمر إلى باريس، وأصبحت الرسائل تنهمر على أبي نمر من باريس، كان نمر يتحدث فيها عن الحرية والمدنية، وأصبح أبو نمر يعقد حلقات مع رفاقه الفلاحين يخبرهم عن الحياة في باريس. وبعد ستة أشهر عاد نمر متأبطا ذراع فرنسية شقراء، وقبيل السفر، أمضى نمر ليلة تتجاذبه فيها الخيالات، فتذكر الزقاق الضيق الموحل الذي كان يلعب فيه في القرية، حافي القدمين، وتذكر جدته «السعدية» وكيف كان يشاهدها تلقم الخروف بيدها الخشنة، كان يتخيل نفسه نازلا سلم الطائرة رفقة زوجته الفرنسية.​


Sagot :

وبعد ثلات ساعات في الطائرة ، وصل نمر إلى قرية ماسكا ذراع روعته، في طريقهم إلى بيته القديم عرف زوجته بـجميع أنحاء القرية واصفا لها حياته وطفولته البسيطة .اعجب زوجته ماري بمناظر الخلابة المساحات الخضراء في كل مكان الحقول ....و بطريقه عيشهم. وها قد وقفوا أمام باب أحمر كبير ، طرق نمر الباب فإذا به تحيه امرأة طاعنة في السن كانت جدته ،فتحت لهم الباب مبتسمة بعد رؤيتها لحفيدها الوحيد :

- اهلا وسهلا ، مرحبا بك يا عزيزي ، تفضل بالدخول

( لكن سرعان ما تغيرت الابتسامة العريضة التي كانت مرسومة على وجهها الى بئس بعد رؤيتها الى زوجة نمر ماري البنت الشقراء )من هذه يا نمر ؟

- انها زوجتي ماري .

- زوجتك ؟! لكن كيف ومتى تزوجت ؟!

- لقد التقيت بها بباريس و تعرفت عليها فوجدت فيها مواصفات الزوجة الصالحة فسرعان ما تزوجتها .

- تزوجتها بدون علمنا ( أجابته بصوت عال حتى سمعها ابو نمر و خرج مسرعا)

- ما لك يا أمي تصرخين ؟!

ففوجئ برؤية ابنه امامه رفقة زوجته لكن لشدة وحشته له لم يعر الاهتمام لامر زواجه بزوجة فرنسية دون علمهم و موافقتهم ورحب بهما ترحيبا حارا . فهمت ماري ان جدة نمر لم تحبها و لم تتقبلها من النظرة الأولى فقررت التقرب منها ، و مع مرور الوقت تغيرت نظرتها ونظرة الجيران إليها أصبحت مثل بنتها الصغرى.