Sagot :
Réponse:
يُنظر للإمبريالية كدور سياسي تدخلي احتلالي، وكموقف لبعض البلدان الرأسمالية ضد الشعوب أو الدول الأخرى. ولهذا نلحظ دعم الإمبريالية الأميركية للدولة الصهيونية وتسليحها، ونلاحظ احتلالها العراق، أو “هجومها” السياسي على دول “الممانعة”. وعلى ضوء ذلك، يصبح العالم منقسماً إلى الإمبريالية وعكسها أو المضاد لها، لينشأ كل تحليل انطلاقاً من هذه الثنائية (التي هي جوهرة العقل السائد)، ولتصبح المسألة: مع وضد انطلاقاً من هذا القسْم.
بالتالي، السياسة هي التي تحدِّد الإمبريالية، وهي هنا تصبح مساوية للاستعمار وليس تركيباً جديداً نتج عن تطور الرأسمالية، وأصبح هو جوهرها. ومن ثم يُنظر لها من زاوية تدخلها واحتلالها ودعمها، أي نشاطها السياسي العسكري بالتحديد. طبعاً هذه نظرة “سياسوية”، أي تنطلق من “الشكل السياسي” فقط، وهي نظرة تنم عن عقل أحادي يقسم العالم إلى: مع أو ضد. وبالتالي تخضع لمنطق صوري موروث من القرون الوسطى. إذ يبدو العالم كقوى متصارعة “في السياسة”، لهذا كل من هو ضد الإمبريالية فهو حليف، وصديق، وكل من يختلف معنا هو إمبريالي. وفي هذا يغرق من ينطلق من هذه النظرة في تناقضات جزئية تحكم البلدان الإمبريالية ذاتها، أو تقوم بين هذه البلدان ونظم أو قوى قروسطية. فالأساس أن الإمبريالية هي المركز (الحلقة المركزية)، وكل من اختلف معها هو “معنا”.