bonjour s'il vous plait est ce que quelqu''un peut me faire une introduction en arabe pour ce sujet et s'il vous plait j'espere que quelqu'un me l'envoie maintenant car j'ai vraiment besoin .merciii d'avance

Sagot :

Réponse:

كنت في فترة دراستي الجامعية عندما كنت أعمل في إدارة مقهى الإنترنت الذي تملكه عائلتي. كان يوم جمعة بعد العصر والشوارع فارغة. خرجت من المحل لإجراء مُكالمة هاتفية وأنا أتمشى بالقرب منه. وأثناء انهماكي بمكالمتي الهاتفية لمحتُ رجلًا مع زوجته يحمل بين يديه طفلةً عمرها حوالي أربع سنوات. كان من الواضح من لباس هذه العائلة أنه جاء ليتسوّل المال. حسنًا هذا معتاد لكثرة المتسوّلين في المنطقة. ورغم أنه من المعروف بأن غالبية المتسوّلين وخاصة في هذه المنطقة كاذبون ويعملون بشكل عصابات ويجنون من الأموال أكثر من أصحاب المهن، إلّا أني كنت ممن يُساعدون المتسوّل أحيانًا وخاصةً لو حنّ قلبي إليه لسببٍ ما وشعرت بأنه صادق.

المهم، نعود إلى هذا المتسول وعائلته الذي اقترب مني وبدأ يترجاني ويطلب منّي الالتفات إليه للحديث معه، فأشرت له بيدي أن دقيقة ريثما أُنهي مكالمتي، لكنه واصل الكلام والتذلل وأنا لا أتمكن من سماعه ولا من سماع الشخص الآخر على الخط، فابتعدتُ ماشيًا عنه مع نيّة العودة لمساعدته بعد إنهاء المكالمة. لكنه لحق بي مرة أخرى وهو يقول أشياء مثل: "أرجوك اسمعني ولو لنصف دقيقة". وأنا أهز له برأسي وأشير له أن ينتظر قليلًا فمكالمتي على وشك الانتهاء. لكن عندما استمر بالكلام وأعاقني عن متابعة مكالمتي الهاتفية وأذكر أنها كانت هامّة، هنا استشاط بي الغضب وصرخت عليه بصوتٍ مُرتفع: "قلت لك انتظر قليلًا لأُنهي المكالمة!". من الجدير بالذكر أني شخص ذو أعصاب باردة لا أغضب بسهولة، وإن غضبت فأنا لا أصرخ. أعتقد أن تلك كانت المرة الأولى والأخيرة التي أرفع فيها صوتي بالش��رع. لكن لا أعرف ما الذي حدث لي حينها.

تمتم المتسوّل يسبّ المال وحاجته إليه ثم تركني وغادر المكان مع عائلته.

بعد إنهاء المكالمة لم أجد المتسوّل، لكن بعد مراجعة الموقف شعرت بخجل شديد من نفسي ومن طريقة تصرّفي. كنت حينها في منتصف العشرينيات وكان هو في الأربعينيات. شعرت أن في تصرفي عجرفة وتكبّر لم أكن أقصدهما. وأنبني ضميري أكثر عندما بدأت أستذكر صورة طفلته ووجهها الشاحب، وزوجته الواقفة بحزن وذل. وبدأت أقول لنفسي: ربما هذا الشخص كان مُحتاجًا فعلًا، فطريقة تسوّله وحديثه كان فيها حرقة كبيرة وكأنه مُضطر على المال في أسرع وقت، هل هم جائعون ولا يجدون الطعام؟ هل يريد شراء الدواء لابنته ولا يملك ثمنه؟ ربما كان يُريد قطع مكالمتي لأنه مُضطر فعلًا ولا يستطيع الانتظار حتى لبضعة دقائق.

هذا هو الموقف الذي أشعرني بالخجل من نفسي. ربما كان هذا المتسول غير صادق، وبالتأكيد فقد نهرته لا شعوريًا ودون أن أقصد ذلك وليس من دافع التكبُّر، لكن رغم هذا ما زلت أذكر هذا الموقف رغم أنه قد مر عليه حوالي 15 سنة تقريبًا.