👤

في إطار درس التراث .. المرجو البحث عن نماذج للأمثال الشعبية الرحمانية أو الحكايات الشعبية التي تنتمي للموروث الرحماني . الأكلات الرحمانية .​

Sagot :

خصائص الأمثال

هناك عدد من الخصائص التي تميز الأمثال عن سائر الكلام منها ما يلي:

الإيجاز من خصائص الأمثال: وهو التعبير عن الفكرة في أضيق حيز ممكن، وقد يتم هذا التعبير في كلمتين "الجوع كافر"، "أصلك فعلك"، "الصبر مر"، أو التعبير عن الواقع الإنساني "إذا كبر ابنك خاوِيه".

إصابة المعنى: حيث إن المثل لا يقال إلا في المواقف المشابهة للأحداث التي قيل فيها المثل، ومن هنا قيل: "لكل مقام مقال".

الأصالة: فهي عربية المنشأ، مع أنها ليست بلفظها الفصيح، ذلك لتعلق الشعب بالقيم والأخلاق العربية الأصيلة؛ حيث اكتسبت وتكتسب محتواها تاريخياً واجتماعياً، وأخذوا بعضها بلفظه، أو بمعانيه من الدين الإسلامي، أو من الأدب العربي القديم "صغير القوم خادمهم".

الواقعية: فهي تمتاز بواقعيتها، ذلك لتميز الحياة المجتمعية الريفية العربية عموماً بالواقعية.

البلاغة: وتمتاز الأمثلة كذلك بإيجاز اللفظ وتركيزه، وبإصابة المعنى ودقته وبعد المغزى.

الموسيقى: لا تخلو الأمثال من الموسيقى اللفظية، ففيها جرس موسيقي وتناغم بين ألفاظها وتناسق بين الجمل، وتجانس بين الأحرف، والجمل والتراكيب، وتأتي موسيقى الأمثال إما على السجع والفاصل، أو من اختيارها للأحرف المتجانسة ضمن الكلمات، والكلمات المتوافقة ضمن الجمل.

الإحساس: تعكس بصدق مشاعر المجتمع، وأحاسيسه وآماله، وآلامه وأفراحه وأحزانه، وتفكيره وفلسفته وحكمته ومن خلالها نستكشف آراءه في مختلف شؤون الحياة وموقفه منها ونظرته إلى الكون، وتفسيره لمظاهره.

الجانب التربوي والتعليمي للأمثال الشعبية

يمكن توضيح الجانب التربوي والتعليمي للأمثال الشعبية من خلال ما يلي:

جمل قصيرة تقال في موقف ما إما للتحذير من الوقوع في نفس الخطأ، أو للتحفيز على تعلم شيء ما مثل "اقنع تشبـع".

بعض الأمثال تدعو إلى تعديل السلوك السيئ، مثل: "من حفر حفرة لأخيه سقط فيها".

المثل الشعبي قد يستعمل لأغراض تعليمية، لحث الناس على تعلم شيء معين، أو للحث على مواصلة عملية التعلم والبحث عن كل جديد، ويدعو إلى التفكير والتحليل والتطبيق على مواقف جديدة أو مماثلة، وهذه تعد من مهارات التفكير الناقد.

ومن الأمثال الشعبية التي تدعو للتعليم والتعلم "صنعة في اليد أمان من الفقر".

أمثال شعبية تدعو لتنمية التفكير الناقد

يوجد الكثير من الأمثال الشعبية التي تدعو إلى التفكير وإعمال العقل والمنطق؛ للوصول إلى حل المشكلات والقضايا التي تواجه الإنسان، والتي تدعو أيضاً إلى البحث عن المعلومات والبيانات وتحليلها وتفسيرها وتقييمها، والوصول من خلالها إلى حلول للمشكلات التي تواجهه، سواء كانت هذه المشكلات ذاتية أو اجتماعية، أو تخص البيئة المحيطة بالفرد، ومنها "إذا كان المتحدث مجنون يكون المستمع عاقل"، هذا المثل يدعو إلى التعقل وتدبر الأمور، ومعرفة مصادر المعلومات، وفهم وتفسير وتحليل ما يقال قبل قيامه بفرض الفروض وإصدار الأحكام.

أمثال شعبية تدعو لتنمية القيم

إذا كان هناك جزء من الأمثال يدعو إلى تنمية التفكير الناقد وأنواع التفكير العلمي الأخرى، فإن السواد الأعظم من الأمثال يدعو إلى تنمية القيم على اختلاف أنواعها، مثل القيم الأخلاقية، والقيم الاقتصادية، والقيم الدينية، والقيم الاجتماعية، وهذه بعض الأمثلة التي تدعو إلى تنمية أنواع مختلفة من القيم، مثل:

القيم الاقتصادية

وهى الأمثال الشعبية التي تدعو في مجملها إلى العمل، والمحافظة على الثروات، وتقدير قيمة العمل، والإنتاج والوعي بالتنمية الاقتصادية، مثل:

"اللي ما عنده عمل يكاري له جمل"، "من زرع في بلد غير بلده لا له ولا لولده"، "مد رجلك على قد لحافك".

القيم الأخلاقية

"اقنع تشبع"، "الوعد عهد"، "أدّب ولدك لو زعلت أمه"، "اعدل العوجة ولو في يوم فرحها"، "اللي تسمع كلام أبوها كل الناس يحبوها"، في سعة الأخلاق كنوز الأرزاق".

القيم الاجتماعية

وأثّرت الأمثال في العلاقات الاجتماعية في حقل الضيافة، فانقسم الضيوف على أقسام: ضيف محبوب، وضيف مشؤوم، وضيف خفيف، وآخر ثقيل، فصاغت الأمثال هذه التصنيفات في حكمتها المعروفة؛ ليتثقف بها الناس، وينتبه مَنْ كان ذا عقل رشيد، وعلى بيّنة من الأمر:

"ضيف المودة ما بيروح حتى يبري اللحاف والمخدة"، "يا بخت من زار وخفف"، "الضيف المشؤوم بعد الأكل بيقوم".

أما عن الجيرة والجيران:

"الجار قبل الدار"، "جار والجار ولو جار".

كما كرست الأمثال كذلك قيمة المرأة في المجتمع:

"اللي عند أمه بالبيت خبزته مدهونة بزيت"، "البنت الحرة مثل الذهب بالجرة"، "بنت مليحة ولا صبي فضيحة"، "بعد الأم أحفر وطم".

لا شك أن للأمثال أثراً كبيراً في حياة الناس على اختلاف ثقافاتهم ومعارفهم، ويشكل اهتمام الناس بالأمثال حقيقة حضارية تشمل الأمم كافة فنجدهم يحتفون بها احتفاءً كبيراً، في مجال الكتابة والحديث، يعلقونها مكتوبة بأجمل الخطوط في بيوتهم ومحلاتهم التجارية، تجذب الانتباه وتبعث على الارتياح، فهي الباعثة على العمل، ومقومة للسلوك الإنساني، وعلامات مضيئة للاهتداء بها في معترك الحياة، بما تتضمنه من توجيه أو تنبيه، إنها حياة الشعوب الخالدة وعلامة من علامات تميزها ونبع من ينابيع كرامتها، فهي من فنون القول التي تعبر عن عقل الأمة وفكرها وثقافتها.

© 2024 IDNLearn. All rights reserved.