Sagot :
مساء الخير .
لقد وجدت هذا النص اتمنى بان يساعدك .
شاءت الأقدار في أحد الأيام و اصابني مرض قدر لي أن أعاني منه لفترة . لا أدري ما كان ذلك المرض ، لكن ما أذكره أن الحمى مرفوقة بالسعال والزكام كانوا قد اتحدوا فأنهكوا قوي مناعتي ، وألزموني الفراش لأيام معدودات ...
ظننت في البداية أنها مجرد نزلة برد ستحل علي ضيفا خفيفا ثم تمضي لحالهاء لكن سرعان ما تجهز المرض فأحكم قبضته علي . وبذلك انطفأ نور النشاط والحيوية اللذين كانا يدبان في نفسي ، وحل محلهما العياء والخمول ، فكانت الساعات تمضي الواحدة تلو الأخرى فلا تجدني إلا في نفس الحال نائمة أو مستلقية على فراشي الذي كنت قليلا ما أفارقه .. لا زلت أذكر صورة علبة الدواء المكعبة الشكل التي تعددت ألوانها و مظهرها ، لكن ذلك لم يكن سوى خدعة توهم العين بلذة الطعم ، فما إن يستقبله اللسان حتى مذاقه الذي يبعث على الغثيان . كان تناوله بمثابة كابوس عذاب بالنسبة إلي..لا يبرحني حتى يوصل الدموع إلى عيني ، ولا سبيل للنجاة منه تحت إصرار وإلحاح والدي على تناوله . صورة أخرى بقيت راسخة بين بقايا في ذاكرتي ، تلك صورة ملامح الشفقة التي كانت ترتسم على محيا كل من كان يعودني . فكيف لا يشفق الحال تلك الفتاة الشاحبة اللون والتي لم يبق منها سوى عينين تنظران بحسرة ولا مبالاة . منظرها لا يوحي إلا بصورة طائر جريح منکسر الجناح يتخبط فوق التراب عاجزا عن مصاحبة الغيوم من جديد . لكن دوام الحال من المحال . فمن شاء أن أصاب بهذا المرض كفيل بأن يرزقني الشفاء والعافية من جديد ، فبعد أن استسلمت لقوة الداء الذي أسرني لفترة ، عادت نسمات الحيوية والنشاط لتدب بین أطرافي من جديد ، وشاء الله أن أنجو من قبضة المرض بسلام ، فكل الحمد والشكر الله الذي رزقني العافية من هذا البلاء .