Sagot :
بين الأمس واليوم تغيرت أشياء كثيرة ..تغير نمط الحياة .. تغير أسلوب العيش ..تغير سلوك المجتمع ..وتغيرت أشياء أخرى ..منها ما صار في مستودع النسيان والإهمال ، منها ما أقصي أو أستبدل بحجة العولمة والحداثة ..ومنها ما لايزال على شكله وإيقاعه لم ترصده عيون الحداثة ولم توثقه كاميرات التكنولوجيا الحديثة على إختلاف تلاوينها و أشكالها
منذ مجيئنا للحياة في الاربعينات من القرن الماضي ، وقبل ان نبدا التعليم في المدارس النظامية، كانت الدراسة مقتصرة على تعليم القران الكريم واللغة العربية ومبادئ الحساب عند (الملالي)، وكان يقام احتفال عند اتمام الطالب دراسة القران الكريم ” الختمة”.
نلبس الملابس البيض والعقال الابيض المطرز بالخيط الذهبي ، وامامنا مجموعة تحمل الصواني من الشموع والحلوى، يتقدمهم ابو الطبل ( الدمام) وعلى شكل مسيرة في الحي الذي نسكنه، اضافة الى ذبح” ديك “لكل منا وكذلك اولاد الحي المتخرجين، وفي حينها كنت انا واخي من المتعلمين لدى الملا في الحي ،كون الملا من اصدقاء ابينا رحمه الله، وكانت الدراسة في بيتنا المتواضع من الطين. وكان الأولاد يتلقون تعليمهم عند الملا، بينما البنات عند الملاية لقاء مبلغ مالي قليل يستحق كل يوم خميس. وللملا مبلغ آخر متفق عليه عندما يختم الطالب القرآن. كما للملا العيدية و(الفطرة زكاة الفطر). وكان يستخدم أسلوب الضرب والتهديد والوعيد لترهيبنا. واتذكرأن أول ملا تعلمنا عنده هو ( المرحوم الملا نوري)، موظف في البلدية وكان يأتي الى دارنا بعد انتهاء دوامه بواسطة الدراجة الهوائية ، محبا للثياب البيض التي تفوح منها رائحة العود والبخور دائما ، مؤدبا الأطفال بعصاه الطويلة كنا نقرأ الرسائل (المكاتيب) لأهل الحي بطلاقة وليس مثلما يقرأ(حجي راضي)، يعطينا من نقرأ له المكتوب (الجكليت واصابع العروس او بطل نا مليت )
كنا نكتب بخط واضح وجميل، افضل بكثير من طلاب الجامعات في الوقت الحاضر، وعند بلوغنا السادسة من العمر انتقلنا للدراسة في المدارس النظامية، وكانت اول مدرسة لنا هي مدرسة المناهل الابتدائية المختلطة في الكرخ في الخمسينات ، وبدأ التعليم الجديد بمناهج اكثر موضوعية ،بواسطة المعلمين و المعلمات وكانت الدراسة مستمرة طوال العام دون انقطاع ،سوى خمسة عشر يوما خلال ايام الربيع، واخرى نهاية العام الدراسي، ليست مثل العطل في الوقت الحاضر، والتي تبلغ اكثر من 150 يوم عطلة في السنة ،تؤدي الى تدهور وارباك المسيرة التربوية، وكنا نذهب الى المدرسة بدوام مسائي اخر لمدة ساعتين يوميا بحيث تكون مجموع الدروس ستة دروس في اليوم ،المدارس اليوم تشكو الشواغر وكثرة اجازات الهيئات التعليمية وغيابات التلاميذ.
كان الحرص كبيرا جدا من المعلم او المعلمة على التلاميذ وايصال المادة بيسر، متابعة نظافة التلميذ وغذائه من خلال وجبات غذائية توزع علينا صباح كل يوم في المدرسة ، حليب.. وبسكويت ..ودهن السمك، وتوزع علينا معونة الشتاء في كل عام ،عبارة عن جاكيت نيلي ،وبنطلون رصاصي، وقميص ابيض، وحذاء باتا ابيض للفقراء من امثالنا.
هكذا كانت حياتنا بالأمس وهمومنا اليوم..
منذ مجيئنا للحياة في الاربعينات من القرن الماضي ، وقبل ان نبدا التعليم في المدارس النظامية، كانت الدراسة مقتصرة على تعليم القران الكريم واللغة العربية ومبادئ الحساب عند (الملالي)، وكان يقام احتفال عند اتمام الطالب دراسة القران الكريم ” الختمة”.
نلبس الملابس البيض والعقال الابيض المطرز بالخيط الذهبي ، وامامنا مجموعة تحمل الصواني من الشموع والحلوى، يتقدمهم ابو الطبل ( الدمام) وعلى شكل مسيرة في الحي الذي نسكنه، اضافة الى ذبح” ديك “لكل منا وكذلك اولاد الحي المتخرجين، وفي حينها كنت انا واخي من المتعلمين لدى الملا في الحي ،كون الملا من اصدقاء ابينا رحمه الله، وكانت الدراسة في بيتنا المتواضع من الطين. وكان الأولاد يتلقون تعليمهم عند الملا، بينما البنات عند الملاية لقاء مبلغ مالي قليل يستحق كل يوم خميس. وللملا مبلغ آخر متفق عليه عندما يختم الطالب القرآن. كما للملا العيدية و(الفطرة زكاة الفطر). وكان يستخدم أسلوب الضرب والتهديد والوعيد لترهيبنا. واتذكرأن أول ملا تعلمنا عنده هو ( المرحوم الملا نوري)، موظف في البلدية وكان يأتي الى دارنا بعد انتهاء دوامه بواسطة الدراجة الهوائية ، محبا للثياب البيض التي تفوح منها رائحة العود والبخور دائما ، مؤدبا الأطفال بعصاه الطويلة كنا نقرأ الرسائل (المكاتيب) لأهل الحي بطلاقة وليس مثلما يقرأ(حجي راضي)، يعطينا من نقرأ له المكتوب (الجكليت واصابع العروس او بطل نا مليت )
كنا نكتب بخط واضح وجميل، افضل بكثير من طلاب الجامعات في الوقت الحاضر، وعند بلوغنا السادسة من العمر انتقلنا للدراسة في المدارس النظامية، وكانت اول مدرسة لنا هي مدرسة المناهل الابتدائية المختلطة في الكرخ في الخمسينات ، وبدأ التعليم الجديد بمناهج اكثر موضوعية ،بواسطة المعلمين و المعلمات وكانت الدراسة مستمرة طوال العام دون انقطاع ،سوى خمسة عشر يوما خلال ايام الربيع، واخرى نهاية العام الدراسي، ليست مثل العطل في الوقت الحاضر، والتي تبلغ اكثر من 150 يوم عطلة في السنة ،تؤدي الى تدهور وارباك المسيرة التربوية، وكنا نذهب الى المدرسة بدوام مسائي اخر لمدة ساعتين يوميا بحيث تكون مجموع الدروس ستة دروس في اليوم ،المدارس اليوم تشكو الشواغر وكثرة اجازات الهيئات التعليمية وغيابات التلاميذ.
كان الحرص كبيرا جدا من المعلم او المعلمة على التلاميذ وايصال المادة بيسر، متابعة نظافة التلميذ وغذائه من خلال وجبات غذائية توزع علينا صباح كل يوم في المدرسة ، حليب.. وبسكويت ..ودهن السمك، وتوزع علينا معونة الشتاء في كل عام ،عبارة عن جاكيت نيلي ،وبنطلون رصاصي، وقميص ابيض، وحذاء باتا ابيض للفقراء من امثالنا.
هكذا كانت حياتنا بالأمس وهمومنا اليوم..