Sagot :
الوطنية وتُعرف كذلك بالفخر القومي، هي التعلق العاطفي والولاء والانتساب لأمة محددة بصفة خاصة واستثنائية عن البلدان الأخرى. و الشخص الوطني هو شخص يحب بلده، ويدعم سلطتها ويصون مصالحها. تتضمن الوطنية مجموعة مفاهيم ومدارك وثيقة الصلة بالقومية مثل الارتباط، والانتماء والتضامن، لأن واقع الحال يفيد بأن المصالح ملك للأمة التي تُعَرِّفُ الدولة بعلامات وملامح إثنية، وثقافية، وسياسية، وتاريخية مميزة. تُستخدم الوطنية والقومية بشكل متعارض في كثير من الأحيان، وإن أمكن التمييز بينهما نظريًا.[1][2]
الوطنية مفهوم أخلاقي وأحد أوجه الإيثار لدفعها المواطنين إلى التضحية براحتهم، وربما بحياتهم من أجل بلادهم.[3] رفض ألسدير ماكنتاير مقارنتها بالأخلاقيات، واعتبرها حجر الأساس الذي تقوم عليه الأخيرة.[4] وصفها جورج هيغل بالـ"مشاعر السياسية"، واعتبر تضحية المرء بفرديته لصالح الدولة أعظم اختبار للوطنية، ولكنه اشترط وجود الحكومة. ولم تنفصل الوطنية عن الحرية بالنسبة لجان جاك روسو، وجادل باستحالتها في مجتمع مستعبد، كما عبَّر عن ارتيابه ممن يُظهرون انتمائهم للإنسانية دون التزام لأقوامهم.[5]
تقليديًا اقترنت الوطنية بالتيارات اليمينية أكثر من اليسار، هذا لا ينفي الوطنية عن اليسار أو يقترح امتلاك اليمينِ لحقوقها الحصرية، إنما لميل اليمين إلى تقديم الولاء على العدل. وضع نيكولو ماكيافيلي تقييمًا رفيعًا للوطنية في كتاب الأمير، واستبعد الحرية عن بلاد دون شعوب حاضرة لتقديم التضحيات اللازمة لأوطانها.[6] كان كتابه مناشدة لتخليص إيطاليا من الهيمنة الأجنبية والحكام الضعفاء قصيري النظر،[7] بغض النظر عن عدل أو ظلم الوسائل.[6]
ومثاليًا الوطنية مهمة للدولة نظرًا لاحتياجها إلى جنود وشرطة، بيروقراطيين وضباط استخبارات، وغير ذلك من وظائف مهددة للسلامة الجسدية والنفسية، وبرغم عالمية اعتبارها فضيلة ضرورية للمجتمع، تعددت مظاهر وحجج معاداة الوطنية، فالسلاميون وبعض الأخلاقويين ينتقدون توكيدها على التحيز والمحاباة لاحتمال تطورها إلى شوفينية وجينغوية تعيق التقييم الموضوعي.
بشكل عام الوطنية مفهوم معقّد وملغوم دون حل نظري متكامل، يمكن النظر إلى الوطنية باعتبارها خليطاً من التعلق العاطفي بالبلد ورموزها التعريفية وقيمها التأسيسية التي تعرف بالمبادئ الأولى، ويمكن تمييز التعلق بالأمة وقيمها التأسيسية عن مؤسساتها وقرارتها السياسية.[8] ففي بلد ديمقراطي وحر، تُوَفِّرُ الوطنية شعورًا بالولاء والتفاني وتُقدّم للمواطنين غرضًا حياتيًا يرتكز عليه النظام.