النص: زمـن الوسائط المعرفية إننا - اليوم - في الحياة العصرية، وفي العالم الذي أصبح قرية صغيرة، نسير نحو العزلة، ولعاشر الأجهزة ملتفتين إلى الجدران لا نتواصل، وهذه غزلة تكنولوجية تخطف أولادنا منا، وتفرقنا، فتلاشت أواصر القرابة والأخوة، وانقطعت المودة والإخاء، فلا جلسات أسرية، ولا صداقات ولا جيران ولا أقارب، وهاهي الحياة العصرية تجمع بنا دون إرادتنا، فكلما أرادت الإنسانية التقارب والتواصل، وجدت نفسها في تباعد وقطيعة، وها هو عصر الأجهزة جعل العالم قرية، سكانها يعيشون مع ا ويوهمون أنفسهم أنهم يتواصلون عبرها، وهم غرباء صامتون. إن أخطر ما نخشاه هو أن تتحول وسائل المعرفة والاتصال الحديثة إلى وسائل تجهيل وقطيعة، أقول ذلك ليس استنقاصا منها ولا إنكارا لفضائلها، بل لأن المراهقين والشباب، أو الكثيرين منهم يسيئون استخدامها إلى حد ينذر بالخطر، بسبب غياب الرقابة وضعف الوعي لديهم، فهل تتحول هذه الوسائل إلى نقمة بينما هدفها هو الرحمة؟ لا أقول ذلك من باب الاتهام فحسب، بل لأنني عندما أطلب من تلامذتي البحث عن معلومة، أو إعداد عرض في موضوع ما، أو ترجمة لأحد الأعلام، أجدهم يأتونني بسيل من المعلومات وأكداس من الأوراق، فأفرح في البداية، لأن تحصيل المعرفة أصبح أمرا سهلا بفضل الإنترنت، ولكن سرعان ما أصاب بخيبة أمل، لأنني أكتشف أنهم يسحبون تلك المعلومات دون أن يكلفوا أنفسهم عناء قراءتها. فلا بد إذا من التعامل الواعي مع وسائط المعرفة، حتى لا تتحول إلى وسيلة جهل وأمية وغزلة وقطيعة. [ عن جميلة الماجري، الملحق الثقافي لجريدة الحرية، ا :959، بتصرف يسير] اقرا النص قراءة متأنية واعية، ثم أجب عن الأسئلة أدناه} الأسئلة: الجزء الأول: (12 نقطة) الوضعية الأولى: (05 نقاط) 1) اقترح فكرة رئيسة للفقرة الأولى من النص. 2) أبرز واقع استخدام الإنترنت من طرف المتعلمين والمراهقين. 3) هات من النص ضد المفردتين الآتيتين: الرذائل - نعمة. entr